من شبيبة الحركة الوطنية الاستقلالية إلى الجمعية المغربية لتربية الشبيبة " لاميج
"إلى جمعية التربية التخييم وصولا إلى
جمعية التربية والتنمية
A T T
إن ظهور العمل الجمعوي
بالمغرب جاء كرد فعل لمواجهة الاحتلال الاسباني والفرنسي ، فكان الانتقال من مؤسسات
اجتماعية تقليدية : ( القبيلة – الجماعة –
الزاوية – العائلة ) إلى حركة جمعوية نتيجة التحولات التي عرفها المغرب على
المستوى التعليمي والصحي والتزايد السكاني وانتشار الوعي الوطني الذي دشنته الحركة
الوطنية
كانت "جمعية المغرب " التي
تأسست بطنجة أول جمعية رسمية مند سنة 1918 ثم "جمعية الهلال " بتطوان
سنة 1926 هذا في الوقت الذي كانت ثورة محمد بن عبد الكريم الخطابي مشتعلة
أما في منطقة الحماية الفرنسية فأول
جمعية ظهرت كانت هي: " اتحاد الرياضي للرباط وسلا" سنة 1932 وقد كانت الإدارة الفرنسية تمنع إنشاء الجمعيات ذات الطابع الثقافي والتربوي في
حين كانت تتساهل مع الجمعيات الرياضية ، قادة الحركة الوطنية كانوا بدورهم يتحايلون على المستعمر ، فكل
جمعية رياضية يتم تأسيسها كانت تشتغل في إطار الحركة الوطنية ومقاومة المستعمر ،
ولهذا فليس غريبا أن تخرج الكشفية الحسنية
من داخل ألا تحاد الرياضي وتشتغل في إطار حزب ا لاستقلال ، في حين عمل حزب الشورى
والاستقلال إلى إنشاء الكشافة المغربية الإسلامية سنة 1946.
وفي ظل المنع هذا، عملت قيادة حزب
الاستقلال على توجيه الشباب وخاصة رجال التعليم للانخراط في الجمعيات الفرنسية من
اجل اكتساب المعارف وتقنيات العمل التربوي وطرق تنظيم المخيمات... وهكذا بدأ الأطر
المغربية في المشاركة في التداريب والتكوينات التي تنظمها الشبيبة والرياضة التي
تشرف عليها فرنسا ومن بين هؤلاء الأطر المغربية نذكر المرحوم عبد السلام بناني و المرحوم محمد
الحيحي وبركاش محمد وآخرين
كانوا طليعة الأطر المغربية التي شاركت في هذه التدريب .ولقد حاول الحيحي وبناني بدعم من
المهدي بن بركة تأسيس جمعية تهتم بالمجال التربوي والمخيمات مند 1948 لكن الإدارة
الفرنسية منعت ذلك. و سينتظر الإطارات المغربية حتى إعلان الاستقلال في 1956 لاعلان ميلاد مجموعة من الجمعيات التي توحدت في شتنبر 1957 لتساهم في تشييد طريق
الوحدة .
بعد صدور ظهير الحريات العامة سنة 1958ستتأ سس مجموعة من الجمعيات من ضمنها " حركة الطفولة الشعبية والجمعية المغربية
لتربية الشبيبة " التي عملتا تحت
مظلة الشبيبة الاستقلالية ، كما تم تأسيس جمعية فتيات الانبعاث والشباب العربي ثم الشبيبة
العاملة والاتحاد الوطني للطلبة وغيرها
وقد استطاعت هذه الجمعيات تاسيس فروع لها في كل مدن وقرى المغرب وباشرت أنشطتها في مقراتها وبدور
الشباب وفي مقرات النقابات كما انطلقت المخيمات الصيفية بطبيعتها المغربية واكتسبت
طابعها الوطني ، لكن مع بداية سنة 1959 ساظهر
بوادر الانشقاق في صفوف الحركة الوطنية إذ
خرج حزب جديد من داخل حزب الاستقلال و أعلن نفسه حزبا للجماهير الشعبية باسم "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية "وانعكس
ذلك بدوره على الحركة الجمعوية حيت ستعرف مع بداية الستينات تجاذبا فكريا بين أعضاءها المؤسسين
أ- نموذج ما شاهدته الجمعية المغربية لتربية الشبيبة ( لا ميج )التي
ستغادرها مجموعة من الاطروتعلن تاسيس جمعية باسم التربية والتخييم سنة 1962
داخل اجتماعات لاميج ، ومند إعلان
بنبركة وبوعبيد عن تأسيس الاتحاد الوطني ، بدأت محاولات الأعضاء الموالين للحزب
الجديد فرض توجهاتهم الفكرية والسياسية اليسارية الداعية للفعل الجماهيري
والمواجهة مع المخزن وكان يتزعم هذا الثيار محمد الحيحي الذي يعتبر عضوا قياديا في
الحزب الجديد .في حين كان أعضاء آخرين منتمين لحزب الاستقلال وغير منتمين
يدعون إلى ضرورة الفصل بين السياسي والعمل
الجمعوي التربوي والثقافي ، لكن تم إقصاء هذا التوجه ولم يأخذ به
واتضح مع الأحداث أن الجمعية المغربية
لتربية الشبيبة أصبحت مواليه لحزب الاتحاد
الوطني للقوات الشعبية بل خرجت في مختلف
تظاهراته السياسية والنقابية و أن بعض اطر
"لاميج " تم اعتقالهم وسجنوا.
حاول المرحوم محمد بركاش وعبد
اللطيف بناني إقناع الحيحي قبل اعتقاله
بالحفاظ على وحدة الجمعية لكن كل المحاولات باءت بالفشل بسبب تعنت الاتحاديين ، أمام
هذا قرر مجموعة محمد بركاش وعبد اللطيف بناني وعبد اللطيف الصايغ ، احمد برادة
والزرهني .. تأسيس جمعية جديدة لتصحيح المشهد الجمعوي التربوي والثقافي . وهكذا في
مؤتمر تأسيسي عقد يوم 28 يناير 1962
بالرباط وشرفه علال الفاسي بالحضور تم الإعلان
عن تاسيس جمعية التربية والتخييم الذي ستصبح بعد مؤتمرها الثاني عشر الذي انعقد في التسعينات إلى جمعية التربية والتنمية.
لم يكن اغلب اعضاء المكتب المركزي للجمعية الجديدة منتمين لحزب الاستقلال كما قد يعتقد بل انه ضم
أطرا ينتمون للحزب الشيوعي وآخرون بدون انتماء وظل توجه الجمعية توجها تربويا
صرفا وتبعا للتحولات المجتمعية التي عرفها
المغرب في الثمانينات إلى غاية التسعينات
كان لابد للجمعية أن تقيم تجربتها و تراجع توجهاتها داخل مؤتمراتها العامة وتقرر مايو اكب
المستجدات المجتمعية.
جمعية التربية والتنمية التي تعتبر
من الجمعيات الصامدة والمناضلة تاسست من طرف اطر باشرت عملها مند 1948 وسارت عبر اجيال مواصلة رسالتها التربوية
الوطنية وانها تتوجه هذا الموسم 2019 نحو مؤتمرها الثالث عشر بعد ستة وخمسون من العطاء التربوي والثقافي
لقائدة مختلف فئات الشعب في المدن والقرى في الجبال والصحاري
جمعية التربية والتنمية وهي تقتحم الألفية
الثالثة بكل عزم وثقل المسؤولية تعمل على تقييم تجربتها برؤية نقدية مستحضرة
التحولات التي عرفها المجتمع المغربي ومعه وسائل التعلم والتعليم والتنشيط
السوسيوثقاقي والاتصال والتواصل وكل
مايرتيط بتوجهاتها و برامجها وأنشطتها وأكيد ان محطة المؤتمر 13 ستكون مناسبة لصياغة مشروع
جمعوي جديد يساير النموذج
التنموي الذي ارتضاه المغرب لثلاثين سنة المقبلة .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire